Saturday, June 15, 2013

الاختيار

ا
خبرنى كيف صارت الآلات الموسيقية تعزف لحن غيابك مراراً و تكراراً ؟
وكيف صرت أنا حمقاء إلى هذه الدرجة التى جعلتنى أتأثر بها و أنتظر قدومك وأنا أسمعها؟
جعلت من عيناى مصدراً أساسياً لشلال المياة فى حديقة حزنى، وشفتاى تتطلقان اسمك على أى مخلوق أكلمه فانفضح !
علمنى يا عزيزى كيف أقطع خيوط الشوق فى عروقى دون أن أمس عروقى وأنزف حتى الموت،
ألا تعلم أنه من المستحيل على امرأة مثلى أن تصرح بحبها؟ لكنك كسرت شوكتى فاضحيت كخيط حرير ما أن تنفخ فيه بعطر أنفساك فيتفتت من حرارتها،
رجل مثلك، عزيز النفس، خفيف الظل، حبيب النساء، إله الضحك، 
وحدك أنت جعلت من عيناى بلورات تفضح أسرارى، ومن يداى وسادة تستند عليها أصابعك،
مدينة الانتظار صارت وطناً لى، مليئة بالساعات على مختلف أشكالها، تدق أجراسها بعد انتهاء كل ساعة، هكذا تشير العقارب، أما بالنسبة لى فالساعة تنقضى بعد دهر ثقيل الظل يقتلنى رويداً رويداً،
هل تصدقنى إن قلت لك أن الآذان يذكرنى بك؟ فحبك فضيلة و نعمة تقتضيان الحمد و الشكر ما بين الآذان والإقامة،
امتزاج كيانك بروحى جعلنى إحدى سكارى الحب الذين لا يبغون سوى المزيد، المزيد منك يا عزيزى هو غايتى!
لكنك سيد غاياتك وشهواتك، وأنا لست سوى إحدى أعضاء ناديك الأنثوى الفاتن، يشرفنى أنك اخترتنى من ضمن الفاتنات، ألا يمكن أن تجعلنى أنا الوحيدة؟ ليس الأولى ولكن الأخيرة؟ 
اخترنى، احبنى، اعشقنى .. 
أنا ثم أنا ثم أنا!

No comments:

Post a Comment

ناس عدت من هنا